يتواجدون دائما في دول ليست فيها رقابة أو قوانين تطبق بصرامة
حذر استشاري الأعصاب في المستشفى الأميري د. رائد الروغاني من أخذ أي نوع من العلاج غير مثبت علميا، وقال ‘تأكدوا من المختصين ولا تنطلي عليكم الدعايات وانها علاجات مجربة وقصص واقعية وصور لمرضى تشافوا، ودائما يتجه النصابين وتجار المهنة للأمراض المزمنة لاستغلال مشاعر المرضى وأهاليهم، خاصة الصغار بالعمر، ويعطونكم آمال وهمية للاستغلال المادي’.
وأضاف أن أكثر هؤلاء النصابين يعطون علاجات غير مثبتة علميا ومقولتهم المعروفة ‘اذا ما يفيد ماراح يضر’ وهذا الكلام باطل، لأن العلاجات أصلا لم يثبت سلامتها، وكفاءتها أيضا غير معروفة ودائما يستغلون المرضى اللذين تكون أعراضهم قابلة للتحسن حتى من غير علاج، والعلاج النفسي يؤثر كثيرا في الأعراض المزمنة. وأضاف الروغاني ‘دائما تلقى هؤلاء النصابين يتهربون من مواجهة المختصين، وتراهم دائما في دول لا يوجد فيها رقابة أو قوانين غير مطبقة بصرامة، ودائما ما يحاولون اما تغيير العلاجات المثبتة أو الطعن بها أو وصف مكملات غريبة غير مثبتة مع العلاجات، والقاعدة تقول: اسأل المختص قبل تناول أي علاج’. مشيرا إلى أن المحتالون يتعاملون مع جميع الامراض في كل التخصصات، والطبيب المختص يمضي ٥-٧ سنوات في تخصصه، بينما النصابين يعرفون كل شيء في الطب خلال أشهر!!.
وقال الروغاني ‘أحيانا يتم استغلال الدين في النصب، واحيانا يتم وصف اعشاب لاقناع أن هذه علاجات طبيعية لا ضرر منها، وهذا كله غير مثبت علميا والأهم غير آمنة، وهناك مرضى يوقفون علاجاتهم بسبب هذا الترويج مما يؤدي الى تدهور حالتهم المرضية وبالتالي صعوبة العلاج المستقبلي، واحيانا ايقاف العلاج يؤدي الى الوفاة’. واشتهد الروغاني باحدى الحالات ‘تم ايقاف دواء الصرع لمريض وأخذ بدل ذلك علاج أعشاب ولسعات نحل، وبعدها دخل في تشنجات طويلة مما أدى الى وفاته بسبب التشنجات لأكثر من ساعة’.
وقال أن هناك أمثلة كثيرة للنصب لا تعد ولا تحصى، واذا شك المريض في أي شيء، يجب أن يناقش الأمر مع طبيبه المختص، ولا يغامر في حياته أو وضعه الصحي. واستطرد الروغاني، من الامثلة: الأعشاب المعبأة في كبسولات، التردد الحراري، العلاج بالطاقة، زراعة النخاع وغيرها. كلها غير مثبتة على الاقل في مجال الأعصاب، بالاضافة الى لسعات النحل، والمكملات اللي تعطى بناء على فحوصات كاذبة وتحاليل شعر وجلد كاذبة وتبين زيادة في عناصر غريبة في الجسم، والتحاليل والعينات يتلقون مقابلها مبالغ بأسعار خيالية، ومن باب ترغيب المريض يكون تلقى الاستشارة بسعر رمزي او مجانا، بينما التحاليل والعينات مبالغ فيها في السعر وأحيانا تكون بالمئات والآلاف من الدنانير.
وقال الروغاني ‘للأسف بعضهم يسمى بطبيب ولكن لا يمارس المهنية في عمله، ولا يقوم على اسس علمية في التشخيص والعلاج، واخلاقيات المهنة أهم من كل شيء، واذا انتكس المريض، يقولون له راجع طبيبك المختص، فما دام انت لست بالمختص وتدعي أنك عالم بكل شيء بالبداية، ‘وينك ما تعالج الاضرار اللي سببتها’. للاسف يتم الترويج لهم بقوة، ولا يوجد رادع لهم اخلاقيا او قانونيا، لكن بالتوعية العلمية والاخلاقية سوف يتم القضاء على ممارساتهم بإذن الله، يجب تفعيل القوانين وايضا الرقابة على كل من يدعي بأنه معالج وليس من ذوي الاختصاص، وغالبا لا يحمل هؤلاء النصابين شهادة في الطب. وختم الروغاني ‘الأطباء المختصين موجودون للتوعية وقادرين على مناظرة هؤلاء النصابين، أو تجار المهنة، فاسألوا المختصين ولا تترددوا’.